إشتراك:

الخميس، 24 مارس 2016

منوعات علمية: تسمية المخلوق الفضائي ليست مبالغة على هذا الكائن (Tardigrade)

دائمًا ما أود نشر بعض التدوينات العلمية، فأجد من سبقني في نشرها، بالعربية.. فعوض أو أكتبها من جديد، وأضيفها إلى المئات من المقالات العلمية المشابهة في الإنترنت، وتفاديًا للتكرار وتشجيعًا للمحتوى العلمي والعربي، أبتدؤ أول سلسلة منوعات علمية، بصور وروابط نحو تدوينات ومقالات معرفية وعلمية، ذات فائدة، مكتوبة باللغة العربية.

المقالة أسفه، مقتبسة من صفحة "الباحثون المصريون - Egyptian Researchers"، المتواجدة على الفيسبوك.
__________________


تسمية المخلوق الفضائي ليست مبالغة على هذا الكائن الذي تراه سابحا في الصورة، ولكنه بحق هو يكاد يكون الكائن الوحيد الذي يستطيع النجاة في الفضاء وحده دون أي ملحقات!

ليس هذا وحسب، بل يعتبر أقوى الكائنات على سطح الأرض وأكثرهم قدرة على التكيف على الاطلاق، إذ تم إرساله في 2007 على سطح قمر اصطناعي وعند عودته اكتشف العلماء نجاة العديد منه، بل وقد وضعت الإناث البيوض على سطح القمر الاصطناعي وفقس بعضها بالفعل، وأن صغاره بصحة جيدة تماما!

كما قد تمكن العلماء -للمرة الأولى– من التعرف على التسلسل الكامل للجينات في الحيوان المائي «بطئ الخطو –Tardigrade» الذي يُطلق عليه إسم "دُب الماء"، واتضح أن جينات هذا المخلوق الصغير هي الجينات الأكثر غرابة من بين جميع الجينات الحيوانية التي تم دراستها سابقًا، حيث أن نسبة واحد إلى ستة من هذه الجينات هي جينات دخيلة تم سرقتها من أصناف أخرى من الكائنات الحية !!

في البداية، سأعرف بهذا المخلوق الصغير والغريب (بطئ الخطو)، هو مخلوق مائي ضئيل يبلغ طوله 1mm تقريبًا، وهو الحيوان الوحيد الذي يستطيع أن ينجو في الظروف القاسية كما أنه يستطيع أن يتحمل درجات الحرارة المختلفة من درجات الحرارة المقاربة للصفر المطلق وحتى درجة حرارة تفوق درجة غليان الماء، كما تستطيع أن تتكيف من نقص الضغط والإشعاع ويمكنها أن تعيش لعشر سنوات دون غذاء أو ماء، إذن يمكننا القول أن هذا المخلوق يستحيل أن يموت، والآن أظهر العلماء أن المادة الوراثية لهذا الحيوان عجيبة مثله.

حسنًا، ماهو هذا الحمض النووي الدخيل ؟ وما أهمية وجوده بكمية كبيره في الحيوان بطئ الخطو؟

يُطلق مصطلح «حمض نووي دخيل–Foreign DNA» على الجينات التي تأتي من كائن آخر خلال عملية يطلق عليها «نقل الموروثات الأفقي –Horizontal gene transfere» وعادة ماتحدث هذه العملية في الإنسان والحيوانات عن طريق نقل الجين محمولًا في فيرس، مع العلم أن نسبة الجينات الدخيلة لا تتجاوز واحد في المائة من المادة الوراثية في الخلية الحيوانية، ولكن هذه الدراسة الحديثة أظهرت أن حوالي ستة آلاف من جينات دُب الماء نُقلت إليه من أصناف أخرى وهو مايمثل 17.5 % من مادته الوراثية.

يقول الدكتور «بوب جولدستين-Bob Goldstein» المؤلف المساعد في البحث: "نحن نعرف أن العديد من الحيوانات قد تحتوي على جينات دخيلة ولكن لم نكن نعرف أنه من الممكن أن يوجد هذا الكم من الجينات الدخيلة في المادة الوراثية لمخلوق ما."
ومن المهم الآن أن نطرح هذا السؤال، من أين حصل الحيوان بطئ الخطو على هذا الكم من الجينات الدخيلة؟

حسنًا، لقد أتت هذه الجينات الدخيلة من البكتيريا بصفة أساسية وكذلك من النباتات، الطحالب و البكتيريا القديمة، ويقترح العلماء أن هذا الكم المتنوع من الجينات هو ما يمكن دُب الماء من النجاة والبقاء على قيد الحياة في الظروف القاسية.

لم يتمكن الفريق بعد من معرفة آلية إنتقال الجينات الدخيلة للحيوان بطئ الخطو، ولكنهم يفترضون أن تكون نتيجة لواحدة من طرق النجاة العجيبة لهذا الحيوان : وهي قدرته على تجفيف جسمه حتى تصبح نسبة الماء في جسمه أقل من 3% ثم يعود مرة أخرى عندما يتوفر الماء، حيث أنه عندما يحدث هذا الجفاف يتكسر الحمض النووي لأجزاء صغيرة، وعندما يعود الماء فإنه عند نقطة معينة تكون فيها النواه قابله لتسريب الحمض النووي وغيره من الجزيئات أي أنه: بينما يقوم الحيوان بطئ الخطو بتجميع المادة الوراثية له قد يقوم صدفة باستقبال الجينات الخاصة بكائن آخر.

قد تكون هذه العملية عشوائية لكن الجينات التي يحصل عليها الحيوان بطئ الخطو تساعد على النجاة والبقاء على قيد الحياة ومازلنا بحاجة إلى مزيد من الأبحاث لمعرفة كيف يحصل هذا المخلوق على الجينات الدخيلة وكم مرة تحدث هذه العملية، لكن الجزء الأكثر تشويقًا هو أن دراسة الجينات الدخيلة في الحيوان بطئ الخطو توفر لنا نظرة جديدة في كيفية نشوء الحياة .

إننا نعتقد أن الحياة شجرة تنتقل فيها المادة الوراثية رأسيًا من من الآباء إلى الأبناء ولكن مع التوسع في دراسة النقل الأفقي للمادة للوراثية –في كائنات معينة– بدأنا في تغيير فكرتنا عن التطور والوراثة فبدلًا من تشبيه الحياة بالشجرة، يمكننا تشبيهها بالشبكة والمادة الوراثية تنتقل أفقيًا من فرع لآخر، إن هذا الأمر مثير فعلًا!

هذا البحث يوفر لنا آفاق جديدة لجينات مفيدة في الطب وتطوير الأدوية، يبدو أننا سنهتف قريبًا للإحتفاء بالحيوان بطئ الخطو!

‫#‏الباحثون_المصريون‬

إعداد: Mariam Mostafa
مراجعة: Abdallah Taha

المصادر :
http://sc.egyres.com/DFc3X
http://sc.egyres.com/GthPW

0 تعليقات:

إرسال تعليق